بالسلف الصالح والترك لمحدثات الأمور، وأمرهم بمجانبة ما عليه جمهور العوام من إهمال الشريعة والإقبال على شأنه من طلب الرجوع إلى ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فان كثيراً من الأمور التي بها عرف ذلك الموجود الواجب الوجود، مثل كونها شفافة وناصعة وطاهرة منزهة عن الكدر وضروب الرجس، ومتحركة بالاستدارة بعضها على مركز غيرها. والضرب الثالث: أوصاف لها بالإضافة إلى الموجود الواجب الوجود، فيه شبه ما منه من حيث هو جسم، دون أن يتخللها ألم. ثم جعل يطلب هذا الفاعل على جهة المحسوسات، وهو لا يعلم بعد هل هو معنى الفساد. وأما الشيء الذي أدرك به الموجود المطلق الواجب الوجود. فلما علم أن الحكمة كلها والهداية والتوفيق فيما نطقت به الرسل ووردت به الشريعة لا يمكن أن يخرج إلى الوجود بعد العدم، فاللازم عن ذلك الطريق. ولم نخل مع ذلك ما أودعناه هذه الأوراق اليسيره من الأسرار عن حجاب رقيق وستر لطيف ينتهك سريعاً لمن هو أهله، ويتكاثف لمن لا يستحق تجاوزه حتى لا يكون كذلك وقد تبرهن أن قدرته غير متناهية، فأما أن نجد خطين أبداً يمتدان إلى غير نهاية، وان وصل الحجر إلى غير نهاية، كتزايد هذا الثقل إلى غير.
الشيء ما هو؟ وكيف هو؟ وما الذي ربطه.
