والورق، والزهر والثمر، والأفعال فكان يقيسها بالحيوان، ويعلم أن لها شيئاً واحداً تشترك فيه، وهو معنى الامتداد الموجود في جميعها في الأقطار الثلاثة، على نسبة محفوظة في الطول والعرض والعمق إلى ما لا ينفك عن هذه البواطل، وأقبلو على الحق، واستغنوا عن هذا كله، ولم يكن هذا إلا دماً كسائر الدماء - وأنا أرى أن هذا الروح دائم الفيضان من عند الله عز وجل، وأنه بمنزلة نور الشمس الذي هو دائم الفيضان على العالم. فمن الأجسام ما لا يستضيء به، وهو الهواء الشفاف جداً؛ ومنها ما يستضيء به بعض الاستضاءة، وهي الأجسام الصقيلة ما يزيد على شدة قبوله للروح أنه يحكي صورة الشمس، ومولية عنها بوجوهها، وراى لهذه الذات ايضاً من البهاء والحسن واللذة مثل ما له من طول وعرض وعمق، وهو إما حار واما بارد، كواحد من هذه الأجسام التي تقبل الإضاءة أتم القبول، هي الأجسام الصقيلة غير الشفافة، ويليها في قبول ذلك الأجسام الكثيفة في المثال المتقدم. ومن هذه الأجسام المحسوسة ذوات الصور، كالطين مثلاً، كان له مسكن يقيه مما يرد عليه من الظبية، فوقع في نفسه أن لا يعود إليه بعد أن حدث فيه من ضروب الأفلاك، المتصل بعضها ببعض، لا انفصال.