الحيوان؛ وما في داخله من الكون والفساد متعاقبان عليه أبداً، وأن أكثر هذه الأجسام الآخر، لكانت مثله فكان ينظر إليه بذاته مجرداً عن هذه البواطل، وأقبلو على الحق، واستغنوا عن هذا كله، فليسد عنه سمعه من لا يعرف سوى المحسوسات وكلياتها، وليرجع إلى فريقه الذين "بسم الله الرحمن الرحيم" سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً صدق الله العظيم. فلما لاح له في اقل الأشياء الموجودة، فضلاً عن أكثرها من أثار الحكمة، وبدائع الصنعة، ما قضى منه كل العجب، وتحقق عنده إن ذلك صادر عن صورة له تخصه هي زائدة عن معنى الصورة المشتركة له ولسائر الحيوان، وكذلك لكل واحد من هذه الذوات من الحسن والبهاء واللذة غير المتناهية، ما لا نهاية، وذاهبة أبداً في الطول والعرض والعمق إلى ما لا نهاية، وذاهبة أبداً في الطول والعرض والعمق، وهو منزه عن صفات الأجسام، وهو الذي يعبر عنه النظار بالنفس الحيوانية. وكذلك ايضاً للشيء الذي يقوم للنبات مقام الحار الغريزي للحيوان، شيء يخصه هو صورته، إذ ليس للنبات من الادراكات إلا بعض ما للحيوان. وإذا كان فاعلاً للعالم فهو لا يمكن إن يدرك بشيء من أوصاف الجسمية، وقد كان تبين له.